طب هو ليه الوزن اللي بتنزله بترجع تزيده تاني؟
الحقيقة إنت مش لوحدك، 30% الي 35% بيرجعوا يزيدوا في اول سنة من الدايت ، النسبة بتوصل ل 50% بعد 5 سنين، ده كمان فيه دراسة أكثر تشائماً بتقول 20% بس اللي بيقدروا يحافظوا علي وزن ثابت بعد ما وقفوا الدايت.
طب ليه كدة؟
ليه الجسم بيعاند ارادتنا في ان الشكل يبقي كويس و الصحة تكون أفضل و يبقي مفيش امراض؟
الموضوع ده متشابك و معقد له تفسيرين تفسير بيولوجي تطوري و التاني فيسيولوجي أو تقدر تقول( ميكانزمات التفسير التطوري) .
البوست ده حناقش التفسير التطوري و اللي جاي حركز علي التاني.
بالنسبة للتفسير التطوري
مخك ببساطة اتصمم على ابقائك حياً و حمايتك من المجاعة و بالتالي دايماً بيدفعك لزيادة الوزن علشان يتم تخزين الدهون لاستخدامها عند الحاجة.
العملية دي كانت مقبولة زمان و حافظت على بقائنا أحياء في الظروف العصيبة زي في أوقات نقص الغذاء أو تأخر الصيد .
الانسان كان بياكل لحد ما يفتري، يخزن الباقي علي شكل دهون داخل جسمه ولما الاكل يخلص، يبدأ الجسم ياخد من الدهون اللي خزنها علشان يحافظ على العمليات الحيوية كبديل للغذاء اللي مش عارف حيحصل عليه امته.
طبعاً كل ما تقل نسبة الدهون في الجسم، كل ما الجسم حيقتصد في الطاقة اللي بيفقدها، كلما حتزيد الهرمونات اللي بتدفعك للأكل عن طريق زيادة الشعور بالجوع و زيادة الشهية .
العملية دي محكومة ب 3 عوامل مختلفة عاملين حالة اتزان في الجسم، عامل البيئة والعادات الصحية للطعام ( اللي دايماً بيضغطوا في اتجاه السمنة و عامل الإتزان البيولوجي للجسم و ده من اسمه بيحقق الالتزان ده عن طريق زيادة معدل الحرق، افراز الهرمونات اللي بتحسس بالشبع و تقلل النهم.
طول ما ال 3 قوي دول مفيش خلل فيهم طول ما الدنيا جميلة ووزنك ثابت.
طب ايه اللي حصل دلوقتي ؟
اللي حصل لما الأكل بقي متوفر في كل وقت والحياة بقت سهلة، بعد ما كان الواحد منهم بيخرج من بيته مش عارف حياكل امته ولا ازاي، بقي فيه take away و ابلكيشنز علي الموبايل بتجيب لك الأكل لحد عندك.
بعد ما كان الناس بتمشي أو تركب الدواب و طول النهار بتعمل مجهود عضلي، بقي أكبر تعب ممكن تتعبه انك تقوم من ع الكنبة تجيب الريموت من ع الكرسي اللي مش طايله بإيدك.
طبعاً ده خلي السمنة تزيد مع الوقت لحد ما وصلنا انها تكون وباء، يعني دلوقتي 65% من الأمريكان بيعانوا من السمنة، النسبة دي قريبة في اغلب دول العالم، لو مش مصدق بص في الشارع كام واحد بتقابله في اليوم وزنه كويس، علماً بأن نظرتك التقريبة للوزن أقل حوالي 10 كيلو عن الوزن الحقيقي.
المهم ان جسمك متصمم انه يخزن الدهون و ان ده مش خلل فيه، هي صفة بتحافظ علي بقائنا بس احنا غيرنا العوامل البيئة و اكتسبنا عادات سيئة للطعام وده أدي للخلل ده.
زي الفراشة اللي بتروح للنار علشان تحرق نفسها في الحقيقة العلماء اكتشفوا ان عينها مصممة كبوصلة لتحديد اتجاه الضوء في الظلام علشان تحدد الاتجاه اللي حتمشي فيه ، زمان كانت بتستعمل ضوء القمر كمصدر للضوء ده، لما ظهرت النار أصبح الضوء المنبعث من النار أكبر من المنبعث من القمر و ده خلاها تغير الاتجاه و تتوجه إلى النار بدلاً من القمر.
ده يبان انه خطأ في تصميم الفراشة رغم انه في الحقيقة ناتج عن تغيير البيئة.
المهم لما درسوا الكلام ده علي الفيران بعد ما خست لقوا ان الفيران اللي جيناتها قابلة للسمنة obesity prone وزنها زاد بينما اللي عندها جينات ضد السمنة obesity resistance وزنها ثابت وده بيرجع لقدرة الجسم علي خلق حالة من الاتزان البيولوجي
Haemostatic mechanism
بتقاوم السمنة.
المشكلة لما حبوا يجربوا ده علي البشر لقوا ان سواء كنت من النوع اللي قابل لزيادة الوزن أو المقاوم له جينياً لو وزنك نزل، الجسم حيدفعك دفع غصب عن جيناتك انك ترجع تتخن تاني ولا عزاء للإتزان البيولوجي.
اللي بيحصل لما تيجي تحافظ على وزنك بعد ما تخس، تلاقي تفضيلك للأكل عالي السعرات زاد، شهيتك للسكريات زادت، الشهية انفتحت، هرمونات اللي بتفرز مع حالة الشبع قلت و اخواتها بتوع حالة الجوع زادت.
ده حنتكلم عنه بالتفصيل المرة الجاية.
اللي عايز اقوله اني لما بكرر جملة
( حارب السمنة لأنها لا تكف عن محاربتك) ده مش تنظير ده حقيقة مثبتة بالتجارب و للحديث بقية.