فيه نظريتين كبار لتفسير السمنة
– النظرية الأولي :-
نظرية السعرات الحرارية calories in and calories out
و دي ببساطة بتقول أي حاجة بتاكلها بتتحول لسعرات حرارية للحرق بيستغلها الجسم في القيام بوظائفه الحيوية وأي مجهود عضلي بيقوم بيه.
طبقاً للنظرية حضرتك بتتخن لما تاكل أكتر ما بتحرق و بتخس لما تحرق أكتر ما بتاكل.
أو زي النصيحة السائدة
قلل أكلك و زود حركتك علشان تخس Eat less, walk more
الفكرة ببساطة زي علاقة المرتب و مصاريف البيت، فرضنا انت بتكسب ألف جنيه بتسلمه لزوجتك
و هي بتصرف طول الشهر، لو صرفت الألف كله يوم 20 مثلاً، حتطالبك تستلف علشان تكمل الشهر،
ساعتها حتاخد من المخزون اللي انت محوشه لوقت عوزة، انما لو هي مدبرة و صرفت طول الشهر 700 جنيه، يبقي انت اتوفر معاك 300 جنيه حتخزنهم.
المثال ده صحيح فقط لو زوجتك أمينة مش كل ما بتديها فلوس تحوش من وراك جزء و تقولك صرفت الألف كله فتستلف و تديها ، فهي تصرف جزء منه و تخزن جزء تاني ولما تحاول تاخد منها اللي اتخزن ترفض ترجعهولك
النظرية قايمة علي القانون الأول لدينامكية الحرارية واللي بينص علي
(الطاقة لا تفنى ولا تُستحدث وإنما تتحول من صورة إلى أخرى )
القانون ده له تطبيقات كتيرة بتختلف في النظام المفتوح عن النظام المغلق، ويختلف عند ثبات الحجم غير عن ثبات الحرارة.
ده بفرض ان الآلة اللي حتحول الطاقة لا تتدخل في التأثير على عملية التحويل سواء بالسلب أو الإيجاب ( وده مش بيحصل في الجسم لان الهرمونات و الجينات وليلة كبيرة قوي سعادتك بتتحكم في آلة الحرق )
فيه كذا اعتراض وجيه علي نظرية السعرات :
1- النظرية لا تفرق بين السعرات الحرارية من حيث الجودة
بمعني سمكة بوري مشوية زيها زي قطعة جاتوه لو الاتنين فيهم نفس كمية السعرات الحرارية.
ساندوتش برجر من ماكدونالدز مليان زيوت غير صحية و لحوم غير صحية و عيش غير صحي بالنسبة للنظرية مساوي تماماً في التأثير على وزن الجسم زي شوربة سي فودز و سمكة سنجاري و سلطة لو فيهم نفس السعرات الحرارية
Calorie is calorie
2- النظرية بتعلي من قيمة الحرق علي حساب قيمة الأكل الصحي، رغم ان 70% من عوامل الحرق منقدرش نغيرها
resting energy expenditure
ده خلي الناس شايفة الرياضة أهم من الدايت و شايفه ان ممكن نتغلب علي السمنة بالرياضة فقط.
علماً بأن الدراسات الاحصائية بتقول رغم التزام معظم الامريكان بالتوصيات الرياضية الا ان معدل السمنة في ازدياد مستمر.
3- النظرية بتفشل مع معظم الناس علي المدي الطويل، الدرسات بتقول ان 25% فقط من الناس اللي بتقدر تحافظ علي وزنها المفقود لمدة أكتر من سنة.
وده ناتج ان الجسم بيقلل معدل الحرق مع تقليل معدل الأكل، ممكن الحرق يقل لحد 40% كمان، مش بس كدة،
بيقلل هرمونات الشبع اهمها الليبتين leptin و بيزود هرمونات الجوع زي ال ghrelin
و ده بيمنعك تاخد من اللي متخزن و بيجبرك تاكل تاني و تخزن أكتر
4- تقليل السعرات الحرارية بيتم عن طريق تقليل الدهون لان سعرات الدهون أعلي من الكربوهيدرات والبروتين،
طبعاً الدهون بتكون موجودة في البروتين الحيواني و بالتالي بتقلل البروتين كمان،
بيزيد الجوع و يقل الشبع و بيفضل الفرد متعذب طول الوقت بجوعه و بيفكر في الأكل علي طول.
2- النظرية الثانية :-
نظرية الهرمونات ( فرضية الكربوهيدرات و الانسولين)
Hormonal theory ( carbohydrates insulin hypothesis)
النظرية ببساطة بتقول ان السمنة ناتجة من مقاومة الجسم للأنسولين insulin resistance
واللي بتحصل نتيجة لتناول الكربوهيدرات في المقام الأول.
يعني ببساطة لما بتاكل استجابة الجسم لمكونات الأكل macronutrients بتبقي مختلفة.
البروتين بيرفع افراز الانسولين بإعتدال ،
الدهون تأثيرها قليل جداً علي افراز الأنسولين بينما الجلوكوز بيرفع الأنسولين في السما السابعة حيث الصديقين والأنبياء والشهداء.
تناول الكربوهيدرات بكثرة و عدد مرات كثيرة في اليوم الواحد
( اغلب الجايدلاينز بتنصح ب 3 وجبات يومية و 3 مرات سناكس،
كمان بتنصح بنسبة فوق 50% كربوهيدرات في الوجبة الواحدة) ، ده بيخلي الأنسولين مرتفع طول الوقت.
ايه الخطورة في ارتفاع الأنسولين؟
الانسولين مسئول عن ادخال الجلوكوز داخل العضلات والمخ و باقي الأنسجة علشان تستغلها كطاقة.
الأول لما مستوي السكر بيرتفع في الدم، الانسولين بيحاول بشتي الطرق والكباري انه يقلله لإن ارتفاع السكر خطير جداً علي الجسم ( حنتكلم عن ده بالتفصيل بعد كدة)
الأنسولين بيدخل الجلوكوز للخلايا، اللي فاضل بيخزنه ك جيلاكوجين في الكبد والعضلات ( بس برضه مش كافي لان الجلاكوجين له حد أقصي في التخزين حوالي 2 كجم – شاكب راكب- في الكبد والعضلات)
طيب يعمل ايه؟
يروح يحول السكر لدهون
de novo lipogenesis
دي بترفع نسبة الدهون الثلاثية في الدم و بتقلل الكوليسترول الصحي و بيخزن الدهون في الخلايا الدهنية.
طبعاً طول ما الأنسولين عالي عمر الدهون ما حتتحرق،
لانه بيمنع عملية حرق الدهون عن طريق منع الهرمونات اللي بتساعد في عميلة الحرق زي الجلوكاجون و هرمونات تانية داخل الخلية الدهنية نفسها.
الأنسولين بيزود الجوع فبالتالي بيطالبك بزيادة الأكل و يرجع يتفرز أكتر وأكثر و يخزن دهون أكتر وأكثر
( زوجتك اللي بتحوش الفلوس من وراك)
– مناعة الجسم للأنسولين
insulin resistance
في كتاب القراءة بتاع الابتدائي قصة عن ولد شقي كل يوم ينزل البحر و يصرخ غريق الحقوني، الناس بتجري تحاول تنفذه فيضحك و يقولهم ضحكت عليكم
كل يوم يكرر الموضوع ده و الناس تقلق عليه و يطلع بيكدب، لحد ما فعلاً في مرة غرق بجد
و فضل ينادي علي الناس الحقوني، بغرق، بغرق بس للأسف الناس كانت أخدت مناعة من توسلاته و محدش أنقذه فمات.
أهو الأنسولين بيعمل كدة مع الخلايا، ارتفاعه المتكرر والدائم و الغير مبرر بيخلي الخلايا مع الوقت تمتنع عن الاستجابة له
و بالتالي بيضطر البنكرياس يعلي صوته اكتر و يفرز انسولين اكتر، فالخلايا تكون مناعة أكتر وأكتر،
لحد ما البنكرياس صوته يتنبح و يضعف و ميقدرش يفرز انسولين زيادة فالسكر يعلي و يحصل السكر من النوع التاني.
بس هل كل الخلايا بتقفل بابها في وش الأنسولين؟
الحقيقة ان فيه واحدة ست لابسة عباية سمراء و لابسه طرحة فيها ترتر واقفة على شط البحر
عندها استعداد تنط كل مرة، الطفل الشقي يمثل فيها دور الغريق حتي لو ألف مرة في اليوم لإنها أمه 😭😭.
الخلايا الدهنية بتفضل تستجيب للأنسولين طول الوقت،
فلما الأنسولين مستواه بيزيد ويلاقي الخلايا مش عايزة الجلوكوز علشان قفلت في وشه الأبواب بيروح يحط كل مجهوده في تحويل الجلوكوز لدهون و تخزينه في الخلايا الدهنية، فالوزن يزيد والكرش يكبر
( ده إجابة سؤال كيف بدأ الكرش)
– الأنسولين هو المحرك الرئيسي بالنسبة للنظرية الهرومونات،
أغلب هرمونات الشبع، الجوع، الحرق بتتأثر به،
عمله قائم علي انقاص الجلوكوز دون الإلتفات لأي عواقب حتحصل في المدي البعيد و بالتالي السمنة بتحصل بالتدريج و ببطء،
بس لما المشكلة بتتفاقم و نكتشفها بنلاقي حاجات كتيرة باظت تانية.
– الهرمون التاني في الأهمية معروف باسم الكورتيزول cortisol
وده بيتفرز من غدة صغيرة فوق الكلي، بيسموه هرمون الضغط العصبي stress hormone
الكورتيزول حيوي جداً و مهم، نقصانه يعني موت الأنسان ( بدون مبالغة) ،
المفروض انه من اسمه بيزيد تحت الضغط العصبي.
الهرمونات كلها بتتفرز بنسب عالية في وقت الاحتياج و بتقل جداً لما متكونش محتاجها
العملية دي معروفة بال circadian rhythm
بالنسبة للكورتيزول بيبقي اعلي معدل له الصبح من 6 الي 9 صباحاً، واقل معدل له الساعة 12 بالليل.
زمان قبل المدنية الحديثة كان الانسان بيتعرض للضغط العصبي في ظروف نادرة،
مثلاً حيوان مفترس بيجري وراك، ساعتها حيتفرز الادرينالين والكورتيزول علشان تجري بأقصى سرعة و يمد الجسم بالطاقة اللازمة للهروب، لو نجيت بيرجع الكورتيزول يقل و تكمل يومك في سلام.
دلوقتي الضغوط اللي بتتعرض لها بقت مزمنة و مستمرة بعد ما الحياة بقت معقدة، ضغوط في الشغل والبيت، خوف من المستقبل، خوف علي اولادك الخ.
الكورتيزول مبيعرفش يفرق بين الحالة اللي بتحارب فيها حيوان مفترس والحالة اللي بتتخانق فيها مع رئيسك في العمل.
( عنده حق الصراحة 😃😃)
في الحالتين بيتفرز، الضغط المزمن بيخلي الكورتيزول يعلي علي طول، الكورتيزول بيرفع السكر في الدم و علو السكر حيعلي الأنسولين ( أيوة العاق الأنسولين تاني)
كمان قلة النوم بتعلي الكورتيزول و بتزود هرمون الجالرين بتاع الجوع.
باختصار طبقاً للنظرية :-
الكارب أساس كل كرب
لأنها بترفع الأنسولين و بتزود مقاومة الجسم له فالمشاكل كلها بتبدأ تحصل و يبدأ يحصل خلل في أعضاء الجسم بالتوالي كتساقط قطع الدومينو.
النظرية أثبتت قبول في الأوساط العلمية حديثاً،
بفضلها بقي عندنا حالات كتيرة اتعالجت من السكر من النوع التاني ووقفت العلاج،
حالات حملت بعد فقدان الأمل بسبب تكيسات المبايض،
أمراض كتيرة بقي لها علاج فعال بفضل ال low carb
ولكن لايزال البعض ينكرها وله عليها اعتراضات
– الاعتراضات علي نظرية الهرمونات
1- بعض مرضى السمنة معندهومش مقاومة عالية للانسولين زي بعض الناس اللي مش بيعانوا من السمنة و مقاومتهم عالية.
2- أغلب الدراسات بتقول ان انظمة قليلة الكربوهيدرات و قليلة الدهون بتنزل الوزن بنفس المعدل ( في المدد القصيرة) أو فيه اختلاف مش كبير لصالح انظمة قليلة الكربوهيدرات
3- فيه 25% بينجحوا يحافظوا علي وزنهم المثالي رغم انهم قللوا السعرات فقط وبالتالي نظرية تقليل السعرات مش خطأ تماماً.
4- مقاومة للانسولين بتتحسن لما الوزن بينزل بأي طريقة مش شرط يقل الكربوهيدرات و بالتالي الفوائد كلها بتحصل لما يقل الوزن مش يقل مكون من الطعام.
5- فيه دواء اسمه اسيبيموكس acipimox بيقلل الدهون بيشتغل علي الخلايا الدهنية زي الانسولين بالظبط
بيمنع حرق الدهون فيقلل الدهون اللي في الدم Free fatty acids، الدوا ده مش بيأثر علي الأكل و لا بيغير في معدل الحرق،
بالرغم من ده نسبة الدهون في الدم بتقل، يعني لو ارتفاع الانسولين سبب في لخبطة الدهون كان الدوا لما يشتغل زي الأنسولين مش حيحسن نسبة الدهون.
6- ان لو أنت مش بتاكل كربوهيدرات خالص وزودت برضه السعرات الحرارية عن حد معين وزنك مش حيخس و ممكن تزيد.
( عموماً رغم الاعتراضات دي تبدو وجيهة من وجهة نظر أنصار نظرية السعرات إلا إن الردود عليها كتير )
الخلاصة
الإجابة على سؤال كيف بدأ الكرش؟
محتاج لفهم النظريتين مع بعض و دمجهم وده بيحصل مع الوقت.
عن طريق الأبحاث الغير متحيزة والمراجعات العلمية المستمرة.
حارب السمنة لانها لا تكف عن محاربتك
#حاصر_جيناتك_لا_مف
referrences
1- https://jamanetwork.com/journals/jamainternalmedicine/article-abstract/2686146
2- https://jamanetwork.com/journals/jamainternalmedicine/article-abstract/2686143?resultClick=1
3- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3943438/